فصل: باب: مَا جَاءَ فِيمَنْ يَعْتَرِفُ اللُّقَطَةَ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السنن الكبير ***


باب‏:‏ مَا يَجُوزُ لَهُ أَخْذُهُ وَمَا لاَ يَجُوزُ مِمَّا يَجِدُهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بْنِ أَعْيَنَ الْمِصْرِىُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِىُّ وَغَيْرُهُمْ أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُمْ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ زَيْدَ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَتَى رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ فَسَأَلَهُ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ‏:‏ اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلاَّ فَشَأْنَكَ بِهَا‏.‏ قَالَ‏:‏ فَضَالَّةُ الْغَنَمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَضَالَّةُ الإِبِلِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ وَالثَّوْرِىِّ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِى الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ ثَلاَثَتِهِمْ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَدِيبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ح وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالاَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ‏:‏ عَرِّفْهَا سَنَةً ثُمَّ اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ثُمَّ اسْتَنْفَقَ بِهَا فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَضَالَّةُ الْغَنَمِ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ خُذْهَا فَإِنَّمَا هِىَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ‏.‏ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَضَالَّةُ الإِبِلِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ أَوِ احْمَرَّ وَجْهُهُ قَالَ‏:‏ مَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا‏.‏ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ‏:‏ دَعْهَا حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةَ وَعَلِىِّ بْنِ حُجْرٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ وَيَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِىُّ قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِىُّ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِى طَاهِرٍ الْعَنْبَرِىُّ أَخْبَرَنَا جَدِّى يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَشْمَرْدُ أَخْبَرَنَا الْقَعْنَبِىُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِىَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللُّقَطَةِ الذَّهَبِ أَوِ الْوَرِقِ فَقَالَ‏:‏ اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ لَمْ تُعْتَرَفْ فَاسْتَنْفِقْهَا وَلْتَكُنْ وَدِيعَةً عِنْدَكَ فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهَا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ فَأَدِّهَا إِلَيْهِ‏.‏ وَسَأَلَهُ عَنْ ضَالَّةِ الإِبِلِ فَقَالَ‏:‏ مَا لَكَ وَلَهَا دَعْهَا فَإِنْ مَعَهَا حِذَاءَهَا وَسِقَاءَهَا تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَجِدَهَا رَبُّهَا‏.‏ وَسَأَلَهُ عَنِ الشَّاةِ فَقَالَ‏:‏ خُذْهَا فَإِنَّمَا هِىَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِى أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَعْنَبِىِّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ مُزَيْنَةَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ الضَّالَّةِ مِنَ الإِبِلِ فَقَالَ‏:‏ مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا لاَ يَأْكُلُهَا الذِّئْبُ تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ مِنْ الشَّجَرَ فَدَعْهَا مَكَانَهَا حَتَّى يَأْتِىَ بَاغِيهَا‏.‏ قَالَ‏:‏ فَضَالَّةُ الْغَنَمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ اجْمَعْهَا حَتَّى يَأْتِىَ بَاغِيهَا‏.‏ قَالَ‏:‏ اللُّقَطَةُ نَجِدُهَا قَالَ‏:‏ مَا كَانَ في الْعَامِرَةِ وَالسَّبِيلِ الْعَامِرَةِ فَعَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ جَاءَ بَاغِيهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ وَإِلا فَهِىَ لَكَ‏.‏ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا يُوجَدُ في الْقَرْيَةِ الْخَرَابِ الْعَادِىِّ قَالَ‏:‏ فِيهِ وَفِى الرِّكَازِ الْخُمُسُ‏.‏

وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ‏.‏ وَبِمَعْنَاهُ قَالَ فِيهِ‏:‏ فَكَيْفَ تَرَى في ضَالَّةِ الْغَنَمِ قَالَ‏:‏ طَعَامٌ مَأْكُولٌ لَكَ أَوْ لأَخِيكِ أَوْ لِلذِّئْبِ احْبِسْ عَلَى أَخِيكِ ضَالَّتَهُ‏.‏ وَقَدْ مَضَى بِإِسْنَادِهِ في كِتَابِ الزَّكَاةِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى حَيَّانَ التَّيْمِىِّ حَدَّثَنِى الضَّحَّاكُ خَالُ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ أَبِى بِالْبَوَازِيجِ بِالسَّوَادِ فَرَاحَتِ الْبَقَرُ فَرَأَى بَقَرَةً أَنْكَرَهَا فَقَالَ‏:‏ مَا هَذِهِ الْبَقَرَةُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَقَرَةٌ لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ فَأَمَرَ بِهَا فَطُرِدَتْ حَتَّى تَوَارَتْ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ لاَ يَأْوِى الضَّالَّةَ إِلاَّ ضَالٌّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ ابْنُ الْحَمَّامِىِّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِىٍّ الْخُطَبِىُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِى الْعَلاَءِ عَنْ أَبِى مُسْلِمٍ عَنِ الْجَارُودِ قَالَ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْتِى عَلَى ضَالَّةِ الإِبِلِ فَأَتْرُكُهَا فَقَالَ‏:‏ ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ قَتَادَةُ عَنْ أَبِى الْعَلاَءِ أَخْبَرَنَاهُ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى الْعَلاَءِ عَنْ أَبِى مُسْلِمٍ عَنِ الْجَارُودِ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِى الْعَلاَءِ‏:‏ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ في إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِى مُسْلِمٍ عَنِ الْجَارُودِ قَالَ‏:‏ أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عَلَى إِبِلٍ عِجَافٍ فَقُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَمُرُّ بِالْجَرْفِ فَنَجِدُ إِبِلاً فَنَرْكَبُهَا فَقَالَ‏:‏ ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ‏.‏

وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفٍ عَنِ الْجَارُودِ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِىِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِىُّ وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنِ الْجَارُودِ الْعَبَدِىِّ يَرْفَعُهُ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ فَلاَ تَقْرَبَنَّهَا‏.‏

وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِى مُسْلِمٍ عَنِ الْجَارُودِ‏.‏

وَقَدْ قِيلَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ أَخْبَرَنَا الأَسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ‏:‏ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْفَرَائِينِىُّ أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلاَّمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ إِنَّا نُصِيبُ هَوَامِىَ الإِبِلِ فَقَالَ‏:‏ ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ أَوِ الْمُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ‏:‏ مَنْ أَخَذَ ضَالَّةً فَهُوَ ضَالٌّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مِنْ بَنِى سُلَيْمٍ سَأَلَهُ يَعْنِى ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الضَّوَالِّ فَقَالَ‏:‏ مَا تَرَى في الضَّوَالِّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَكَلَ مِنَ الضَّوَالِّ فَهُو ضَالٌّ‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا تَرَى في الضَّوَالِّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَكَلَ مِنَ الضَّوَالِّ فَهُو ضَالٌّ ثُمَّ سَكَتَ الرَّجُلُ وَأَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُفْتِى النَّاسَ يَقُولُ أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ فَتْوًى كَثِيرَةً لاَ أَحْفَظُهَا فَقَالَ الأَعْرَابِىُّ‏:‏ أَرَاكَ قَدْ أَصْدَرْتَ النَّاسَ غَيْرِى أَفَتُرَى لي تَوْبَةً قَالَ‏:‏ وَيْلَكَ لاَ تَسْأَلْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ قَالَ‏:‏ وَمَا أَشَدَّ مَسْأَلَتَكَ قَالَ‏:‏ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ وَأَجْلَ مَا صَنَعْتُ‏.‏ قَالَ‏:‏ أَتَدْرِى مَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏(‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ‏)‏ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ كُلِّهَا قَالَ‏:‏ كَانَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتِهْزَاءً فَيَقُولُ الرَّجُلُ‏:‏ مَنْ أَبِى وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتَهُ أَيْنَ نَاقَتِى‏؟‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ هَذِهِ الآيَةَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِى النَّضْرِ مُخْتَصَرًا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ أَحْسِبُهُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ ضَالَّةُ الإِبِلِ الْمَكْتُومَةِ غَرَامَتُهَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا‏.‏

باب‏:‏ الرَّجُلِ يَجِدُّ ضَالَّةً يُرِيدُ رَدَّهَا عَلَى صَاحِبِهَا لاَ يُرِيدُ أَكْلَهَا

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ أَبِى سَالِمٍ الْجَيْشَانِىِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ آوَى ضَالَّةً فَهُوَ ضَالٌّ مَا لَمْ يُعَرِّفْهَا‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِبْحٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِىُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ‏:‏ أَنَّهُ وَجَدَ بَعِيرًا فَأَتَى بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَأَمَرَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُ ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِى عَنْ عَمَلِى فَقَالَ لَهُ‏:‏ اذْهَبْ فَأَرْسَلَهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ‏.‏

وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ‏.‏

وَلَيْسَ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى سُقُوطِ الضَّمَانِ عَنْهُ إِذَا أَرْسَلَهَا فَهَلَكَتْ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ‏:‏ كَانَتْ ضَوَالُّ الإِبِلِ في زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِبِلاً مُؤَبَّلَةً تَنَاتَجُ لاَ يَمَسُّهَا حَتَّى إِذَا كَانَ زَمَانُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه أَمَرَ بِمَعْرِفَتِهَا وَتَعْرِيفِهَا ثُمَّ تُبَاعُ فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهَا أُعْطِىَ ثَمَنَهَا‏.‏

باب‏:‏ الاِخْتِيَارِ في أَخْذِ اللُّقَطَةِ إِذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الأَمَانَةِ وَمَنِ اخْتَارَ تَرْكَهَا

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ فَالْتَقَطْتُ سَوْطًا بِالْعُذَيْبِ فَقَالاَ‏:‏ دَعْهُ دَعْهُ قُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لاَ أَدَعُهُ تَأْكُلُهُ السِّبَاعُ لأَسْتَمْتِعَنَّ بِهِ فَقَدِمْتُ عَلَى أُبَىَّ بْنِ كَعْبٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ‏:‏ أَحْسَنْتَ أَحْسَنْتَ إِنِّى وَجَدْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ فَأَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ عَرِّفْهَا حَوْلاً‏.‏ فَعَرَّفْتُهَا حَوْلاً ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ‏:‏ عَرِّفْهَا حَوْلاً‏.‏ فَعَرَّفْتُهَا حَوْلاً ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ‏:‏ عَرِّفْهَا حَوْلاً‏.‏ فَأَتَيْتُ بِهَا بَعْدُ أَحْوَالٍ ثَلاَثَةٍ فَقَالَ‏:‏ اعْرِفْ عَدَدَهَا وَوِكَاءَهَا وَوِعَاءَهَا فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِعَدَدِهَا وَوِكَائِهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَإِلاَّ فَاسْتَمْتِعْ بِهَا‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ‏:‏ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِى ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ لاَ تَرْفَعُهَا مِنَ الأَرْضِ لَسْتُ مِنْهَا في شَىْءٍ يَعْنِى اللُّقَطَةَ وَقَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ في ذَلِكَ قَدْ مَضَى في الْمَسْأَلَةِ الأُولَى‏.‏

باب‏:‏ تَعْرِيفِ اللُّقَطَةِ وَمَعْرِفَتِهَا وَالإِشْهَادِ عَلَيْهَا

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ‏:‏ اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلاَّ فَشَأْنَكَ بِهَا‏.‏ أَخْرَجَاهُ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ‏.‏

وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ رَبِيعَةَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ يَزِيدَ‏.‏

وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ رَبِيعَةَ فَقَالَ في الْحَدِيثِ‏:‏ عَرِّفْهَا سَنَةً ثُمَّ اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ثُمَّ اسْتَنْفِقْ بِهَا فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ فَذَكَرَهُ وَقَدْ مَضَى بِطُولِهِ‏.‏

وَرَوَاهُ الثَّوْرِىُّ عَنْ رَبِيعَةَ كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ‏:‏ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ح قَالَ وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ‏:‏ عَرِّفْهَا سَنَةً ثُمَّ اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا وَوِعَاءَهَا فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَإِلاَّ فَاسْتَنْفِقْهَا أَوِ اسْتَمْتِعْ بِهَا‏.‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ ضَالَّةُ الْغَنَمِ فَقَالَ‏:‏ إِنَّمَا هِىَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ‏.‏ فَسَأَلَهُ عَنْ ضَالَّةِ الإِبِلِ فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَقَالَ‏:‏ مَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا تَرِدُ الْمَاءَوَ تَأْكُلُ الشَّجَرَ دَعْهَا حَتَّى تَلْقَى رَبَّهَا‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنِ الثَّوْرِىِّ دُونَ قَوْلِهِ وِعَاءَهَا وَقَالَ‏:‏ فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِهَا وَإِلاَّ فَاسْتَنْفِقْهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِىُّ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ سَالِمٍ أَبِى النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً فَلْيُعَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا وَإِلاَّ فَلْيَعْرِفْ عَدَدَهَا وَوِكَاءَهَا ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَلْيَرُدَّهَا عَلَيْهِ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الْحَنَفِىِّ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ في مَتْنِهِ‏:‏ فَإِنِ اعْتُرِفَتْ فَأَدِّهَا وَإِلاَّ فَاعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ يَعْنِى الأَزْرَقَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ في غَزْوَةٍ فَوَجَدَ سَوْطًا فَأَخَذَهُ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ‏:‏ اطْرَحْهُ قَالَ فَأَبَيْتُ عَلَيْهِمَا فَقَضَيْنَا غَزَاتَنَا ثُمَّ حَجَجْتُ فَمَرَرْتُ بِالْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ‏:‏ إِنِّى وَجَدْتُ صُرَّةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ فَأَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ عَرِّفْهَا حَوْلاً‏.‏ فَعَرَّفْتُهَا حَوْلاً فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُهَا فَعُدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ‏:‏ احْفَظْ عِدَّتَهَا وَوِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلاَّ فَاسْتَمْتِعْ بِهَا‏.‏ قَالَ‏:‏ فَاسْتَمْتَعْتُ بِهَا قَالَ سَلَمَةُ‏:‏ لاَ أَدْرِى عَرَّفَهَا حَوْلاً إِلَى ثَلاَثَةِ أَحْوَالٍ أَوْ في الْحَوْلِ‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ‏:‏ كُنَّا حُجَاجًّا فَوَجَدْتُ سَوْطًا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ دُونَ تَسْمِيَةِ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ وَقَالَ في آخِرِهِ فَقُلْتُ‏:‏ قَدْ عَرَّفْتُهَا قَالَ‏:‏ انْتَفِعْ بِهَا وَاحْفَظْ وِعَاءَهَا وَخِرْقَتَهَا وَأَحْصِ عَدَدَهَا‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِى الْعَلاَءِ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَنْ وَجَدَ لُقَطَةً فَلْيُشْهِدْ ذَا عَدْلٍ أَوْ ذَوَىْ عَدْلٍ وَلاَ يَكْتُمْ وَلاَ يُغَيِّبْ فَإِذَا وَجَدَ صَاحِبُهَا فَلْيَرُدَّهَا عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَهِىَ مَالُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَه‏:‏ أَنَّهُ نَزَّلَ مَنْزِلاً بِطَرِيقِ الشَّامِ فَوَجَدَ صُرَّةً فِيهَا ثَمَانُونَ دِينَارًا فَذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ عَرِّفْهَا عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ وَاذْكُرْهَا لِمَنْ يَقْدَمُ مِنَ الشَّامِ سَنَةً فَإِذَا مَضَتِ السَّنَةُ فَشَأْنَكَ بِهَا‏.‏

باب‏:‏ بَيَانِ مُدَّةِ التَّعْرِيفِ

اتَّفَقَتْ رِوَايَةُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهمَا عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى تَعْرِيفِ اللُّقَطَةِ سَنَةً وَاحِدَةً وَقَدْ مَضَتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُمَا وَكَذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم وَأَمَّا حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فَرِوَايَةُ الأَعْمَشِ وَزَيْدِ بْنِ أَبِى أُنَيْسَةَ وَحَمَّادٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُعَرِّفُهَا ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ‏.‏

وَرُوِّينَا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ كَذَلِكَ قَالَ شُعْبَةُ فَلَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَكَّةَ فَقَالَ‏:‏ لاَ أَدْرِى ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ أَوْ حَوْلاً وَاحِدًا‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِى سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ يَقُولُ‏:‏ غَزَوْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ فَوَجَدْتُ سَوْطًا فَأَخَذْتُهُ فَقَالاَ لِى‏:‏ أَلْقِهِ فَقُلْتُ‏:‏ لاَ وَلَكِنِّى أُعَرِّفُهُ فَإِنْ وَجَدْتُ مَنْ يَعْرِفُهُ وَإِلاَّ اسْتَمْتَعْتُ بِهِ فَأَبَيْتُ عَلَيْهِمَا فَلَمَّا رَجَعْنَا مَنْ غَزَاتِنَا قُضِىَ لي أَنِّى حَجَجْتُ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ فَأَخْبَرْتُهُ بِشَأْنِ السَّوْطِ وَبِقَوْلِهِمَا فَقَالَ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ‏:‏ وَجَدْتُ صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ عَلَى عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ‏:‏ عَرِّفْهَا حَوْلاً‏.‏ فَعَرَّفْتُهَا فَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ‏:‏ احْفَظْ عَدَدَهَا وَوِكَاءَهَا وَوِعَاءَهَا فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلاَّ فَاسْتَمْتِعْ بِهَا‏.‏ قَالَ شُعْبَةُ فَلَقِيتُ سَلَمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ‏:‏ لاَ أَدْرِى ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ أَوْ حَوْلاً وَاحِدًا فَأَعْجَبَنِى هَذَا الْحَدِيثُ فَقُلْتُ لأَبِى صَادِقٍ‏:‏ تَعَالَ فَاسْمَعْهُ مِنْهُ‏.‏

وَرَوَاهُ بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ شُعْبَةُ‏:‏ فَسَمِعْتُهُ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ يَقُولُ‏:‏ عَرِّفْهَا عَامًا وَاحِدًا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ فَذَكَرَهُ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَأَنَّ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ كَانَ يَشُكُّ فِيهِ ثُمَّ تَذَكَّرَهُ فَثَبَتَ عَلَى عَامٍ وَاحِدٍ‏.‏

وَأَمَّا مَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ حَدَّثَهُ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مِقْسَمٍ حَدَّثَهُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ‏:‏ أَنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ رضي الله عنه وَجَدَ دِينَارًا فَأَتَى بِهِ فَاطِمَةَ عَلَيْهِا السَّلاَمُ فَقَالَتْ‏:‏ هَذَا رِزْقُ رَزَقَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلَّهِ الْحَمْدُ فَاشْتَرِ بِهِ لَحْمًا وَطَعَامًا فَهَيَّأَ طَعَامًا فَقَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ‏:‏ أَرْسِلِى إِلَى أَبِيكِ فَتُخْبِرِيهِ فَإِنْ رَآهُ حَلاَلاً أَكَلْنَا بِهِ فَلَمَّا صَنَعُوا طَعَامًا دَعَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَتَى ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هُوَ رِزْقُ اللَّهِ‏.‏ فَأَكَلَ مِنْهُ وَأَكَلُوا فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَتِ امْرَأَةٌ تَنْشُدُ الدِّينَارَ أَنْشُدُ اللَّهَ الدِّينَارَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَلِىُّ أَدِّ الدِّينَارَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى فُدَيْكٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمَعِىُّ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ‏:‏ أَنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ يَبْكِيَانِ فَقَالَ‏:‏ مَا يُبْكِيهِمَا‏؟‏ قَالَتِ‏:‏ الْجُوعُ فَخَرَجَ عَلِىٌّ رضي الله عنه فَوَجَدَ دِينَارًا بِالسُّوقِ فَجَاءَ إِلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتِ‏:‏ اذْهَبْ إِلَى فُلاَنٍ الْيَهُودِىِّ فَخُذْ لَنَا دَقِيقًا فَجَاءَ الْيَهُودِىَّ فَاشْتَرَى بِهِ دَقِيقًا فَقَالَ الْيَهُودِىُّ‏:‏ أَنْتَ خَتَنُ هَذَا الَّذِى يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَخُذْ دِينَارَكَ وَلَكَ الدَّقِيقُ فَخَرَجَ عَلِىٌّ رضي الله عنه حَتَّى جَاءَ بِهِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتِ‏:‏ اذْهَبْ إِلَى فُلاَنٍ الْجَزَّارِ فَخُذْ لَنَا بِدِرْهَمٍ لَحْمًا فَذَهَبَ وَرَهَنَ الدِّينَارَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا فَجَاءَ بِهِ فَعَجَنَتْ وَنَصَبَتْ وَخَبَزَتْ فَأَرْسَلَتْ إِلَى أَبِيهَا فَجَاءَهُمْ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذْكُرُ لَكَ فَإِنْ رَأَيْتَهُ لَنَا حَلاَلاً أَكَلْنَاهُ وَأَكَلْتَ مِنْ شَأْنِهِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ‏:‏ كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ‏.‏ فَأَكَلُوا فَبَيْنَا هُمْ مَكَانَهُمْ إِذَا غُلاَمٌ يَنْشُدُ اللَّهَ وَالإِسْلاَمَ الدِّينَارَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدُعِىَ لَهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ‏:‏ سَقَطَ مِنِّى في السُّوقِ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يَا عَلِىُّ اذْهَبْ إِلَى الْجَزَّارِ فَقُلْ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكَ أَرْسِلْ إِلَىَّ بِالدِّينَارِ وَدِرْهَمُكَ عَلِىَّ‏.‏ فَأَرْسَلَ بِهِ فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ ظَاهِرُ الْحَدِيثُ عَنْ عَلِىِّ رضي الله عنه في هَذَا الْبَابِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَنْفَقَهُ قَبْلَ التَّعْرِيفِ في الْوَقْتِ وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه في هَذِهِ الْقِصَّةِ‏:‏ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُ فَلَمْ يُعْتَرَفْ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَهُ وَظَاهِرُ تِلْكَ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ شَرَطَ التَّعْرِيفَ في الْوَقْتِ وَأَبَاحَ أَكْلَهُ قَبْلَ مُضِىِّ السَّنَةِ وَالأَحَادِيثُ الَّتِى وَرَدَتْ في اشْتِرَاطِ التَّعْرِيفِ سَنَةً في جَوَازِ الأَكْلِ أَصَحُّ وَأَكْثَرُ فَهِىَ أَوْلَى وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَبَاحَ لَهُ إِنْفَاقَهُ قَبْلَ مُضِىِّ سَنَةٍ لِوُقُوعِ الاِضْطِرَارِ إِلَيْهِ وَالْقِصَّةُ تَدُلُّ عَلَيْهِ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَمْ يَشْتَرِطْ مُضِىَّ سَنَةٍ في قَلِيلِ اللُّقَطَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِىُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِىِّ عَنْ عَلِىٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ أَنَّهُ الْتَقَطَ دِينَارًا فَاشْتَرَى بِهِ دَقِيقًا فَعَرَفَهُ صَاحِبُ الدَّقِيقِ فَرَدَّ عَلَيْهِ الدِّينَارَ فَأَخَذَهُ عَلِىٌّ فَقَطَعَ مِنْهُ قِيرَاطَيْنِ فَاشْتَرَى بِهِ لَحْمًا‏.‏ في مَتْنِ هَذَا الْحَدِيثِ اخْتِلاَفٌ وَفِى أَسَانِيدِهِ ضَعْفٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ في قَلِيلِ اللُّقَطَةِ

ظَاهِرُ الأَحَادِيثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم يَدُلُّ عَلَى التَّسْوِيَّةِ بَيْنَ قَلِيلِ اللُّقَطَةِ وَكَثِيرِهَا في التَّعْرِيفِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِىٍّ‏:‏ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ الْحَافِظُ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعِجْلِىُّ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِتَمْرَةٍ بِالطَّرِيقِ فَقَالَ‏:‏ لَوْلاَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لأَكَلْتُهَا‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى كُرَيْبٍ وَقَالَ الْبُخَارِىُّ وَقَالَ زَائِدَةُ عَنْ مَنْصُورٍ فَذَكَرَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِى الْحُنَيْنِ الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى تَمْرَةٍ في الطَّرِيقِ مَطْرُوحَةٍ فَقَالَ‏:‏ لَوْلاَ أَنِّى أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لأَكَلْتُهَا‏.‏ قَالَ‏:‏ وَمَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِتَمْرَةٍ مَطْرُوحَةٍ في الطَّرِيقِ فَأَكَلَهَا‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قَبِيصَةَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الثَّوْرِىِّ دُونَ ابْنِ عُمَرَ‏.‏

وَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنِّى لأَدْخُلُ بَيْتِى أَجِدُ التَّمْرَةَ مُلْقَاةً عَلَى فِرَاشِى‏.‏ وَفِى رِوَايَةٍ‏:‏ وَلاَ أَدْرِى أَمِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ أَمْ مِنْ تَمْرِ أَهْلِى فَأَدَعُهَا‏.‏

وَذَلِكَ لاَ يَتَنَاوَلُ اللُّقَطَةَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِىُّ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ الرَّمْلِىُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ الْمَكِّىِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ رَخَّصَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى الْعَصَا وَالسَّوْطِ وَالْحَبْلِ وَأَشْبَاهِهِ يَلْتَقِطُ الرَّجُلُ يَنْتَفِعُ بِهِ‏.‏ لَفْظُ حَدِيثِ أَبِى دَاوُدَ وَفِى رِوَايَةِ الرَّمْلِىِّ قَالَ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ وَالْبَاقِى سَوَاءٌ قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ عَنِ الْمُغِيرَةِ أَبِى سَلَمَةَ بِإِسْنَادِهِ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ وَكَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ شُعَيْبٍ عَنْهُ أَخَذَهُ‏.‏

فَقَد أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخْبَرَنِى رَجُلٌ حَدَّثَنِى أَبُو سَلَمَةَ‏:‏ الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ‏:‏ رَخَّصَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَهُ وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَبْلَ‏.‏

قَالَ أَبُو دَاوُدَ‏:‏ وَرَوَاهُ شَبَابَةُ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ‏:‏ كَانُوا لَمْ يَذْكُرِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ في رَفْعِ هَذَا الْحَدِيثِ شَكٌّ وَفِى إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى عَنْ جَدَّتِهِ حُكَيْمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً يَسِيرَةً حَبْلاً أَوْ دِرْهَمًا أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ فَلْيُعَرِّفْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ طَابَ فَوْقَ ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى وَقَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَرَمَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَغَيْرُهُ بِشُرْبِ الْخَمْرِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنِى عَلِىُّ بْنُ حَمْشَاذَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى اللَّيْثِ حَدَّثَنَا الأَشْجَعِىُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى الْقُرَشِىِّ عَنْ فَرُّوخٍ مَوْلَى طَلْحَةَ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ سُئِلَتْ عَنِ الْتَقَاطِ السَّوْطِ فَقَالَتْ‏:‏ يَلْتَقِطُ سَوْطَ أَخِيهِ يَصِلُ بِهِ يَدَيْهِ مَا أَرَى بَأْسًا قَالَ‏:‏ وَالْحَبْلُ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ وَالْحَبْلُ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَالْحِذَاءُ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ وَالْحِذَاءُ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَالْوِعَاءُ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ لاَ أُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ الْوِعَاءُ يَكُونُ فِيهِ النَّفَقَةُ وَيَكُونُ فِيهِ الْمَتَاعُ‏.‏

وَعَنْ سُفْيَانَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيْحٍ عَنِ الْحَسَنِ‏:‏ أَنَّهُ رَخَّصَ في السَّوْطِ وَالْعَصَا وَالسَّيْرِ يَجِدُهُ يَسْتَمْتِعُ بِهِ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ في اتِّبَاعِ الْحَصَّادِينَ وَأَخْذُ مَا يَسْقُطُ مِنْهُمْ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ لي أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه‏:‏ لاَ تَسْأَلِى أَحَدًا شَيْئًا قُلْتُ‏:‏ إِنِ احْتَجْتُ قَالَ‏:‏ تَتَبَّعِى الْحَصَّادِينَ فَانْظُرِى مَا يَسْقُطُ مِنْهُمْ فَخِذَيْهِ فَاخْبِطِيهِ ثُمَّ اطْحَنِيهِ ثُمَّ اعْجِنِيهِ ثُمَّ كُلِيهِ وَلاَ تَسْأَلِى أَحَدًا شَيْئًا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَّبُ بِهَمَذَانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ الأَوْزَاعِىَّ يَقُولُ‏:‏ مَا أَخْطَأَتْ يَدُ الْحَاصِدِ أَوْ جَنَتْ يَدُ الْقَاطِفِ فَلَيْسَ لِصَاحِبِ الزَّرْعِ عَلَيْهِ سَبِيلٌ إِنَّمَا هُوَ لِلْمَارَّةِ وَأَبْنَاءِ السَّبِيلِ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ في إِنْشَادِ الضَّالَّةِ في الْمَسْجِدِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلاَلِىُّ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الأَسْوَدِ أَخْبَرَنِى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى شَدَّادٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يَنْشُدُ في الْمَسْجِدِ ضَالَّةً فَلْيَقُلْ لاَ أَدَّاهَا اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِى الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ وَعَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ الْمُقْرِئِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِىُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ أَعْرَابِيًّا أَوْ رَجُلاً يَقُولُ‏:‏ مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الأَحْمَرِ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لاَ وَجَدْتَ إِنَّمَا بُنِيَتْ هَذِهِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَعْتَرِفُ اللُّقَطَةَ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِى حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فِى اللُّقَطَةِ قَالَ في التَّعْرِيفِ‏:‏ عَرِّفْهَا عَامَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً‏.‏ وَقَالَ‏:‏ اعْرِفْ عَدَدَهَا وَوِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا وَاسْتَنْفِعْ بِهَا فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَعَرَفَ عَدَدَهَا وَوِكَاءَهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ‏.‏ قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَيْسَ يَقُولُ إِلاَّ حَمَّادٌ فَعَرَفَ عَدَدَهَا‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ قَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ بَهْزٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ‏.‏

وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ قَدْ أَتَى بِمَعْنَاهَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ أَخْبَرَنَاهُ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فِى اللُّقَطَةِ فَقَالَ‏:‏ اعْرِفْ عَدَدَهَا وَوِكَاءَهَا وَوِعَاءَهَا فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِعَدَدِهَا وَوِكَائِهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَإِلاَّ فَاسْتَمْتِعْ بِهَا‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنِ الثَّوْرِىِّ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ في آخِرِهِ وَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أَحْصِ عَدَدَهَا وَوِكَاءَهَا وَخَيْطَهَا فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَعَرَفَ الصِّفَةَ فَأَعْطِهِ إِيَّاهَا وَإِلاَّ فَاسْتَنْفِعْ بِهَا‏.‏

وَبِمَعْنَاهُ رُوِىَ في إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِى أُنَيْسَةَ عَنْ سَلَمَةَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَرَبِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فِى حَدِيثِ اللُّقَطَةِ قَالَ‏:‏ فَإِنْ جَاءَ بَاغِيهَا فَعَرَفَ عِفَاصَهَا وَعَدَدَهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ‏.‏

قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْعَوْذِىُّ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الإِبِلِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ سَأَلَهُ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ‏:‏ اعْرِفْ عَدَدَهَا وَوِعَاءَهَا وَعِفَاصَهَا وَعَرِّفْهَا عَامًا فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَعَرَفَ عَدَدَهَا وَعِفَاصَهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَإِلاَّ فَهِىَ لَكَ‏.‏ قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ الَّتِى زَادَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ في حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَرَبِيعَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ‏:‏ إِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَعَرَفَ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ‏.‏ لَيْسَتْ بِمَحْفُوظَةٍ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ قَدْ رُوِّينَاهُ عَنِ الثَّوْرِىِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِى يَزِيدُ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ قَالَ‏:‏ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم بِلُقَطَةٍ فَقَالَ‏:‏ عَرِّفْهَا سَنَةً ثُمَّ اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِهَا وَإِلاَّ فَاسْتَنْفِقْهَا‏.‏ وَذَكَرَ بَاقِىَ الْحَدِيثِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِىٍّ بِهَذَا اللَّفْظِ وَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ‏:‏ فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِعِفَاصِهَا وَوِكَائِهَا وَإِلاَّ فَاسْتَنْفِقْ بِهَا‏.‏ وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ لَيْسَتْ في رِوَايَةِ أَكْثَرِهِمْ فَيُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ كَمَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ‏.‏

وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ قَالَ الشَّافِعِىُّ‏:‏ أُفْتِى الْمُلْتَقِطَ إِذَا عَرِفَ الْعِفَاصُ وَالْوَكَاءُ وَالْعَدَدُ وَالْوَزْنُ وَوَقَعَ في نَفْسِهِ أَنَّهُ لَمْ يَدَّعِ بَاطِلاً أَنْ يُعْطِيَهُ وَلاَ أُجْبِرَهُ في الْحَكَمِ إِلاَّ بِبَيِّنَةٍ تَقُومُ عَلَيْهَا كَمَا تَقُومُ عَلَى الْحُقُوقِ ثُمَّ سَاقَ الْكَلاَمَ إِلَى أَنْ قَالَ وَإِنَّمَا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا‏.‏ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنْ يُؤَدِّى عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا مَعَ مَا يُؤَدِّى مِنْهَا وَلِيَعْلَمَ إِذَا وَضَعَهَا في مَالِهِ أَنَّهَا اللُّقَطَةُ دُونَ مَالِهِ وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اسْتَدَلَّ عَلَى صِدْقِ الْمُعْتَرِفِ وَهَذَا الأَظْهَرُ إِنَّمَا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِى‏.‏ فَهَذَا مُدَّعِى أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ عَشْرَةً أَوْ أَكْثَرَ وَصَفُوهَا كُلُّهُمْ فَأَصَابُوا صِفَتَهَا أَلَنَا أَنْ نُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا يَكُونُونَ شُرَكَاءَ فِيهَا وَلَوْ كَانُوا أَلْفًا أَوْ أَلْفَيْنِ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّهُمْ كَاذِبٌ إِلاَّ وَاحِدًا بِغَيْرِ عَيْنِهِ وَلَعَلَّ الْوَاحِدَ أَنْ يَكُونَ كَاذِبًا لَيْسَ يَسْتَحِقُّ أَحَدٌ بِالصِّفَةِ شَيْئًا‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَحْيَا حَسِيرًا

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ وَحَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا أَبَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىِّ عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ عَنْ أَبَانَ أَنَّ عَامِرًا الشَّعْبِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ وَجَدَ دَابَّةً قَدْ عَجَزَ عَنْهَا أَهْلُهَا أَنْ يَعْلِفُوهَا فَسَيَّبُوهَا فَأَخَذَهَا فَأَحْيَاهَا فَهِىَ لَهُ‏.‏ قَالَ في حَدِيثِ أَبَانَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقُلْتُ‏:‏ عَمَّنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏ قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ حَمَّادٍ وَهُوَ أَبْيَنُ وَأَتَمُّ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ أَخْبَرَنَا وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الشَّعْبِىِّ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ تَرَكَ دَابَّةً بِمَهْلِكٍ فَأَحْيَاهَا رَجُلٌ فَهِىَ لِمَنْ أَحْيَاهَا‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُوَيْهِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِىِّ قَالَ سَمِعْتُ الشَّعْبِىَّ يَقُولُ‏:‏ مَنْ قَامَتْ عَلَيْهِ دَابَّتُهُ فَتَرَكَهَا فَهِىَ لِمَنْ أَحْيَاهَا‏.‏ قُلْتُ‏:‏ عَمَّنْ هَذَا يَا أَبَا عَمْرٍو‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتَ عَدَدْتُ لَكَ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏ هَذَا حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ في رَفْعِهِ وَهُوَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم مُنْقَطِعٌ وَكُلُّ أَحَدٍ أَحَقُّ بِمَالِهِ حَتَّى يَجْعَلَهُ لِغَيْرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ أَخْبَرَنَا وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ عَنِ الشَّعْبِىِّ في رَجُلٍ سَيَّبَ دَابَّتَهُ فَأَخَذَهَا رَجُلٌ فَأَصْلَحَهَا قَالَ قَالَ الشَّعْبِىُّ‏:‏ هَذَا قَدْ قُضِىَ فِيهِ إِنْ كَانَ سَيَّبَهَا في كَلأٍ وَمَاءٍ وَأَمْنٍ فَصَاحِبُهَا أَحَقُّ بِهَا وَإِنْ كَانَ سَيَّبَهَا في مَفَازَةٍ وَمَخَافَةٍ فَالَّذِى أَخَذَهَا أَحَقُّ بِهَا‏.‏

باب‏:‏ لاَ تَحِلُّ لُقَطَةُ مَكَّةَ إِلاَّ لِمُنْشِدٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِىُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ أَخْبَرَنِى أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فِى قِصَّةِ مَكَّةَ‏:‏ لاَ يُخْتَلَى شَوْكُهَا وَلاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلاَ يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا إِلاَّ مُنْشِدٌ‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ في الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى نُعَيْمٍ عَنْ شَيْبَانَ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى‏.‏

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ‏:‏ إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَامٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ لَمْ يَحِلَّ فِيهِ الْقَتْلُ لأَحَدٍ قَبْلِى وَإِنَّهَا َهِىَ حَرَامٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهُ وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ وَلاَ يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهُ‏.‏ فَقَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ فَإِنَّهُ لِبَيُوتِهِمْ فَقَالَ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ عَنْ مَنْصُورٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَدِيبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِىُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا وَلاَ يُعْضَدُ عِضَاهُهَا وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ‏.‏ فَقَالَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ فَقَالَ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ رَوْحٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ‏:‏ لَيْسَ لِلْحَدِيثِ عِنْدِى وَجْهٌ إِلاَّ مَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ أَنَّهُ لَيْسَ لِوَاجِدِهَا مِنْهَا شَىْءٌ إِلاَّ الإِنْشَادَ أَبَدًا وَإِلاَّ فَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنَّ يَمَسَّهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِىِّ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُقَطَةِ الْحَاجِّ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِى الطَاهِرِ وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ‏.‏

باب‏:‏ الْجِعَالَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أَخْبَرَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ أَبِى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ‏:‏ أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم انْطَلَقُوا في سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا فَنَزَلُوا بِحَىٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ قَالَ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَىِّ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَىْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَىْءٌ قَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ نَزَلُوا بِكُمْ لَعَلَّ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ مَنْ يَنْفَعُ صَاحِبَكُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ أَيُّهَا الرَّهْطَ إِنَّ سَيِّدَنَا لَدِيغٌ فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَىْءٍ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَا يَنْفَعُ صَاحِبَنَا‏؟‏ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ‏:‏ نَعَمْ إِنِّى لأَرْقِى وَلَكِنِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَأَبَيْتُمْ أَنْ تُضِيِّفُونَا وَمَا أَنَا بِرَاقٍ حَتَّى تَجْعَلُوا لي جُعْلاً فَجَعَلُوا لَهُ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ قَالَ فَأَتَاهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ أُمَّ الْكِتَابِ وَيَتْفِلُ عَلَيْهِ حَتَّى بَرَأَ كَأَنَّهُ نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ قَالَ فَأَوْفَاهُمْ فَجَعَلَ لَهُمْ الَّذِى صَالَحُوهُ عَلَيْهِ فَقَالَ اقْسِمُوا فَقَالَ الَّذِى رَقَى‏:‏ لاَ تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِىَ النبي صلى الله عليه وسلم فَنَسْتَأْمِرُهُ فَغَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ‏.‏ وَقَالَ‏:‏ أَحْسَنْتُمْ فَاقْتَسِمُوا وَاضْرِبُوا لي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى النُّعْمَانِ عَنْ أَبِى عَوَانَةَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ‏.‏

وَهُوَ في هَذَا كَالدِّلاَلَةِ عَلَى أَنَّ الْجُعْلَ إِنَّمَا يَكُونُ مُسْتَحَقًا بِالشَّرْطِ‏.‏

فَأَمَّا الَّذِى أَخْبَرَنَا أَبُو فَأَمَّا الَّذِى أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَحْمُودٍ الأَصْبَهَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ الْعَطَّارُ الدِّمَشْقِىُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَالِسِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى الْعَبْدِ الآبِقِ يُوجَدُ في الْحَرَمِ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ‏.‏ فَهَذَا ضَعِيفٌ‏.‏

وَالْمَحْفُوظُ حَدِيثُ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالاَ‏:‏ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى الآبِقِ يُوجَدُ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا مُعَمَّرٌ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ في جُعْلِ الآبِقِ دِينَارٌ قَرِيبًا أُخِذَ أَوْ بَعِيدًا‏.‏

وَعَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ عَمْرِو وَعَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ وَعَنِ الْحَجَّاجِ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ‏:‏ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمِصْرِ فَجُعْلُهُ أَرْبَعُونَ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِىُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلاَلِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِىِّ قَالَ‏:‏ أَصَبْتُ غِلْمَانًا أُبَّاقًا بِالْعَيْنِ فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ‏:‏ الأَجْرُ وَالْغَنِيمَةُ قُلْتُ‏:‏ هَذَا الأَجْرُ فَمَا الْغَنِيمَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا مِنْ كُلِّ رَأْسٍ‏.‏

وَهَذَا أَمْثَلُ مَا رُوِىَ في هَذَا الْبَابِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُ اللَّهِ عَرَفَ شَرْطَ مَالِكِهِمْ لِمَنْ رَدَّهُمْ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْفَتْحِ أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْفَتْحِ الْعُمَرِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْقَسِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا جَدِّى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ وَعُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمٍ يُقَالُ لَهُ حَزْنٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَالَ‏:‏ جِئْتُ بِعَبْدٍ آبِقٍ مِنَ السَّوَادِ فَانْفَلَتَ مِنِّى فَخَاصَمُونِى إِلَى شُرَيْحٍ فَضَمَّنَنِيهِ قَالَ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عَلِىٍّ رضي الله عنه فَقَالَ‏:‏ كَذَبَ شُرَيْحٌ وَأَخْطَأَ الْقَضَاءُ يُحَلَّفُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ لِلْعَبْدِ الأَحْمَرِ لاَنْفَلَتْ مِنْهُ انْفِلاَتًا ثُمَّ لاَ شَىْءَ عَلَيْهِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارِسِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الأَصْفَهَانِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ قَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَزْمِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه في الرَّجُلِ يَجِدُ الآبِقَ فَيَأْبِقُ مِنْهُ لاَ يَضْمَنُهُ وَضَمَّنَهُ شُرَيْحٌ‏.‏

وَنَحْنُ نَقُولُ بِقَوْلِ عَلِىٍّ‏:‏ إِنْ كَانَ الآبِقُ أَبَقَ مِنْهُ دُونِ تَعَدِّيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

باب‏:‏ الْتِقَاطِ الْمَنْبُوذِ وَأَنَّهُ لاَ يَجُوزُ تَرْكُهُ ضَائِعًا

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنِى اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ اللَّيْثِ‏.‏

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِىٍّ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ وَمَنْ تَرَكَ كَلاًّ فَإِلَيْنَا‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى الْوَلِيدِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِىُّ إِمْلاَءً أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ‏:‏ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَالُوَيْهِ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ في كِتَابِ اللَّهِ فَأَيُّكُمْ مَا تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَادْعُونِى فَإِنِّى وَلِيُّهُ وَأَيُّكُمْ مَا تَرَكَ مَالاَ فَلْيُؤْثِرْ بِمَالِهِ عَصَبَتَهُ مَنْ كَانَ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِىِّ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عُمَرَ في قِصَّةٍ ذَكَرَهَا قَالَ ثُمَّ قَرَأَ عُمَرُ هَذِهِ الآيَةَ ‏(‏إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ‏)‏ الآيَةَ فَجَعَلَ لَهُمُ الصَّفْقَتَيْنِ جَمِيعًا وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنَّ اللَّهَ أَمَدَّكُمْ بِخَزَائِنَ مِنْ قِبَلِهِ لأَخَذْتُ فَضْلَ مَالِ الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ فَقَسَمْتُهُ بَيْنَ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ‏.‏

أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ بَيَانٍ حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ عَنْ فِيلِ بْنِ عَرَادَةَ عَنْ جَرَادِ بْنِ طَارِقٍ قَالَ‏:‏ جِئْتُ أَوْ أَقْبَلْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مِنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ حَتَّى إِذَا كَانَ في السُّوقِ فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِىٍّ مَوْلُودٍ يَبْكِى حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَإِذَا عِنْدَهُ أُمُّهُ فَقَالَ لَهَا‏:‏ مَا شَأْنُكِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ جِئْتُ إِلَى هَذَا السُّوقِ لِبَعْضِ الْحَاجَةِ فَعَرَضَ لي الْمَخَاضُ فَوَلَدَتُ غُلاَمًا قَالَ وَهِىَ إِلَى جَنْبِ دَارِ قَوْمٍ في السُّوقِ فَقَالَ‏:‏ هَلْ شَعُرَ بِكِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الدَّارِ وَقَالَ‏:‏ مَا ضَيَّعَ اللَّهُ أَهْلَ هَذِهِ الدَّارِ أَمَا إِنِّى لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ شَعَرُوا بِكِ ثُمَّ لَمْ يَنْفَعُوكِ فَعَلْتُ بِهِمْ وَفَعَلْتُ ثُمَّ دَعَا لَهَا بِشُرْبَةِ سَوَيْقٍ فَقَالَ‏:‏ اشْرَبِى هَذِهِ تَقْطَعُ الْحَشَا وَتَعْصِمُ الأَمْعَاءَ وَتُدِرُّ الْعُرُوقَ ثُمَّ دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ‏.‏

قَالَ الصَّعْقُ حَدَّثَنِى أَزْهَرُ قَالَ الصَّعْقُ حَدَّثَنِى أَزْهَرُ عَنْ فِيلٍ قَالَ‏:‏ وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ شَعَرُوا بِكِ ثُمَّ لَمْ يَنْفَعُوكِ بِشَىْءٍ لَحَرَّقْتُ عَلَيْهِمْ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِىُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُنَيْنٍ أَبِى جَمِيلَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى سُلَيْمٍ أَنَّهُ وَجَدَ مَنْبُوذًا زَمَانَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَجَاءَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ‏:‏ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَخْذِ هَذِه النَّسَمَةِ‏.‏ فَقَالَ‏:‏ وَجَدْتُهَا ضَائِعَةً فَأَخَذْتُهَا فَقَالَ لَهُ عَرِيفِى‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ قَالَ‏:‏ أَكَذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ اذْهَبْ فَهُوَ حُرٌّ وَلَكَ وَلاَؤُهُ وَعَلَيْنَا نَفَقَتُهُ‏.‏ لَفْظُ حَدِيثِ الشَّافِعِىِّ وَحَدِيثُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ مُخْتَصَرٌ أَنَّهُ الْتَقَطَ مَنْبُوذًا فَجَاءَ بِهِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ هُوَ حُرٌّ وَوَلاَؤُهُ لَكَ وَنَفَقَتُهُ عَلَيْنَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ‏:‏ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِىُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنِى ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ سُنَيْنًا أَبَا جَمِيلَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ وَنَحْنُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ جُلُوسٌ قَالَ وَزَعَمَ أَبُو جَمِيلَةَ أَنَّهُ أَدْرَكَ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أَنَّهُ كَانَ خَرَجَ مَعَهُ عَامَ الْفَتْحِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ وَجَدَ مَنْبُوذًا في خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَأَخَذَهُ قَالَ فَذَكَرَ ذَلِكَ عَرِيفِى فَلَمَّا رَآنِى عُمَرُ قَالَ‏:‏ عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤُسًا مَا حَمَلَكَ عَلَى أَخْذِكَ هَذِهِ النَّسَمَةِ قَالَ قُلْتُ‏:‏ وَجَدْتُهَا ضَائِعَةً فَأَخَذْتُهَا فَقَالَ عَرِيفِى‏:‏ إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ قَالَ‏:‏ كَذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَاذْهَبَ بِهِ فَهُوَ حُرٌّ وَلَكَ وَلاَؤُهُ وَعَلَيْنَا نَفَقَتُهُ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ قَالَ اللَّقِيطُ حُرٌّ لاَ وَلاَءَ عَلَيْهِ لِقَوْلِ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ‏:‏ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجُ أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَابْنُ كَثِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه‏:‏ أَنَّهُ قَضَى في اللَّقِيطِ أَنَّهُ حُرٌّ وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ‏(‏وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَاهِدِينَ‏)‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا جُهَيْرُ بْنُ يَزِيدَ الْعَبَدِىُّ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَسُئِلَ عَنِ اللَّقِيطِ أَيُبَاعُ فَقَالَ‏:‏ أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ أَمَا تَقْرَأُ سُورَةَ يُوسُفَ‏.‏

باب‏:‏ الْوَلَدِ يَتْبَعُ أَبَوَيْهِ في الْكُفْرِ

فَإِذَا أَسْلَمَ أَحَدُهُمَا تَبِعَهُ الْوَلَدُ في الإِسْلاَمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏(‏وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ‏)‏ ويُقْرَأُ ‏(‏وَأَتْبَعْنَاهُمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ‏)‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تَنَاتَجُ الإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّ ِنْ جَدْعَاءَ‏.‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَخْرَمُ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِىِّ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَا مِنْ مَوْلُودٍ في بَنِى آدَمَ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ‏.‏ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ‏(‏فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ‏)‏‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ‏.‏

وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيِدَ وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيِدَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى نَصْرٍ الدَّارَبُرْدِىُّ بِمَرْوٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ‏.‏ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَنْ يُولَدُ يُولَدُ عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تُنْتَجُونَ الْبَهِيمَةَ فَهَلْ تَجِدُونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا‏.‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولُ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ‏.‏ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ عَنْ إِسْحَاقَ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ كِلاَهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لَيْسَ مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ حَتَّى يُبِنْ عَنْهُ لِسَانُهُ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُشَرِّكَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ‏.‏ قَالَ فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَعْنِى مَاتَ قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِى مُعَاوِيَةَ‏.‏

وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الأَعْمَشِ فَقَالَ عَنْهُ جَرِيرٌ إِلاَّ عَلَى الْفِطْرَةِ وَكَذَلِكَ قَالَهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ وَقَالَ عَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَلَى الإِسْلاَمِ وَكَانَ الأَعْمَشُ يَرْوِى هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى الْمَعْنَى عِنْدَهُ لاَ عَلَى اللَّفْظِ الْمَرْوِىِّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ ابْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلاَءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ عَلَى الْفِطْرَةِ أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ فَإِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ فَمُسْلِمٌ كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ في حِضْنَيْهِ إِلاَّ مَرْيَمَ وَابْنَهَا‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْ نَفْسِهِ‏.‏ زَادَ فِيهِ غَيْرُهُ‏:‏ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ في الْقَدِيمِ في رِوَايَةِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَغْدَادِىِّ عَنْهُ قَوْلُ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِى فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا الْخَلْقَ‏.‏ فَجَعَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يُفْصِحُوا بِالْقَوْلِ فَيَخْتَارُوا أَحَدَ الْقَوْلَيْنِ الإِيمَانَ أَوِ الْكُفْرَ لاَ حُكْمَ لَهُمْ في أَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا الْحُكْمُ لَهُمْ بِآبَائِهِمْ فَما كَانَ آبَاؤُهُمْ يَوْمَ يُولَدُونَ فَهُوَ بِحَالِهِ إِمَّا مُؤْمِنٌ فَعَلَى إِيمَانِهِ أَوْ كَافِرٌ فَعَلَى كُفْرِهِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يُفَسِّرُ حَدِيثَ‏:‏ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلى الْفِطْرَةِ‏.‏ قَالَ‏:‏ هَذَا عِنْدَنَا حَيْثُ أَخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ في أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ حَيْثُ قَالَ ‏(‏أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى‏)‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَنِى أَبِى حَدَّثَنِى الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنِى الزُّهْرِىُّ حَدَّثَنِى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ‏.‏ قَالَ الأَوْزَاعِىُّ‏:‏ لاَ يُخْرِجَانِهِ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَإِلَى عِلْمِ اللَّهِ يَصِيرُونَ‏.‏

باب‏:‏ ذِكْرِ بَعْضِ مَنْ صَارَ مُسْلِمًا بِإِسْلاَمِ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا مِنْ أَوْلاَدِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهمْ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِىِّ بْنِ مُكْرَمٍ الطَّسْتِىُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنٍ شِهَابٍ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَتْ‏:‏ وَاللَّهِ مَا عَقَلْتُ أَبَوَىَّ قَطُّ إِلاَّ يَدِينَانِ الدِّينَ وَمَا مَرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ قَطُّ إِلاَّ يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بُكْرَةً وَعَشِيًّا‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ‏.‏

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ وَعَائِشَةُ رضي الله عنها وُلِدَتْ عَلَى الإِسْلاَمِ لأَنَّ أَبَاهَا أَسْلَمَ في ابْتِدَاءِ الْمَبْعَثِ وَثَابِتٌ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا وَهِى ابْنَةُ سِتٍّ وَبَنَى بِهَا وَهِىَ ابْنَةُ تِسْعٍ وَمَاتَ عَنْهَا وَهِى ابْنَةُ ثَمَانَ عَشْرَةَ لَكِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ وُلِدَتْ في الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ أَسْلَمَتْ بِإِسْلاَمِ أَبِيهَا لأَنَّهَا هَاجَرَتْ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم وَهِىَ حُبْلَى بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَوَضَعَتْهُ بِقُبَاءٍ فَلَمْ تُرْضِعْهُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم فَحَنَّكَهُ وَدَعَا لَهُ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإِسْلاَمِ بَعْدَ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ‏:‏ أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ قَالَتْ فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ ثُمَّ أَتَيْتُ َسُولَ اللَّهِ ‏(‏فَوَضَعَهُ في حَجْرِهِ ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ثُمَّ تَفَلَ في فِيهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَىْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ حَنَّكَهُ ثُمَّ دَعَا لَهُ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإِسْلاَمِ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى كُرَيْبٍ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِى أُسَامَةَ زَادَ فِيهِ عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ فَلَمْ تُرْضِعْهُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم ‏.‏

وَفِيمَا ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَةَ حِكَايَةً عَنِ ابْنِ أَبِى الزِّنَادِ‏:‏ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ كَانَتْ أَكْبَرُ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرِ سِنِينَ قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَإِسْلاَمُ أُمِّ أَسْمَاءَ تَأَخَّرَ قَالَتْ أَسْمَاءُ رضي الله عنها‏:‏ قَدِمَتْ عَلَىَّ أُمِّى وَهِىَ مُشْرِكَةٌ في حَدِيثٍ ذَكَرَتْهُ وَهِىَ قُتَيْلَةُ مِنْ بَنِى مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ وَلَيْسَتْ بِأُمِّ عَائِشَةَ فَكَانَ إِسْلاَمُ أَسْمَاءَ بِإِسْلاَمِ أَبِيهَا دُونَ أُمِّهَا وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى بَكْرٍ فَكَأَنَّهُ كَانَ بَالِغًا حِينَ أَسْلَمَ أَبَوَاهُ فَلَمْ يَتْبَعْهُمَا في الإِسْلاَمِ حَتَّى أَسْلَمَ بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ وَكَانَ أَسَنَّ أَوْلاَدِ أَبِى بَكْرٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَعْنَى قَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ بِنْتِ الرَّبِيعِ وَكَانَتْ يَتِيمَةً في حَجْرِ أَبِى بَكْرٍ فَقَرَأْتُ ‏(‏وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ‏)‏ فَقَالَتْ‏:‏ لاَ تَقْرَأْ ‏(‏وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ‏)‏ إِنَّمَا نَزَلَتْ في أَبِى بَكْرٍ وَابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حِينَ أَبَى الإِسْلاَمَ فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَنْ لاَ يُوَرِّثَهُ فَلَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ نَبِىُّ اللَّهُ ‏(‏أَن يُؤْتِيَهُ نَصِيبَهُ زَادَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَمَا أَسْلَمَ حَتَّى حُمِلَ عَلَى الإِسْلاَمِ بِالسَّيْفِ‏.‏

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَزَعَمَ الْوَاقِدِىُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْلَمَ في هُدْنَةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَزَعَمَ عَلِىُّ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ هَاجَرَ في فَتِيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْفَتْحِ وَزَعَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّ اسْمَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ في الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدُ الْعُزَّى فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَزَعَمَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِىُّ أَنَّ أُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَائِشَةَ أَمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرٍ أَسْلَمْتْ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ رضي الله عنه اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ قَالُوا صَبَأَ عُمَرُ صَبَأَ عُمَرُ وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ فَجَاءَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ وَعَلَيْهِ قَبَاءُ دِيبَاجٍ مُكَفَّفَةٌ بِحَرِيرٍ فَقَالَ صَبَأَ عُمَرُ فَمَهْ أَنَا لَهُ جَارٌ قَالَ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ قَالَ‏:‏ فَعَجِبْتُ مِنْ عِزِّهِ يَوْمَئِذٍ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُفْيَانَ‏.‏

فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَسْلَمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ صَبِىٌّ فَصَارَ مُسْلِمًا بِإِسْلاَمِهِ وَذَلِكَ لِمَا في الْحَدِيثِ الثَّابِتِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ عَرَضَنِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَاسْتَصْغَرَنِى‏.‏ وَقَدْ قِيلَ إِنَّ حَفْصَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ أَسْلَمَا قَبْلَ أَبِيهِمَا وَعَبْدُ اللَّهِ كَانَ صَغِيرًا حِينَئِذٍ فَإِنَّمَا تَمَّ إِسْلاَمُهُ بِإِسْلاَمِ أَبِيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏ وَأَمَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه فَإِنَّهُ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَأُسِرَ حَتَّى فَدَى نَفْسَهُ وَأَسْلَمَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ حَدَّثَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ رِجَالاً مِنَ الأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا‏:‏ ائْذَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلْنَتْرُكْ لاِبْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ فَقَالَ‏:‏ لاَ وَاللَّهِ لاَ تَذَرُونَ دِرْهَمًا‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِى أُوَيْسٍ‏.‏

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ إِذْ ذَاكَ كَانَ صَبِيًّا صَغِيرًا إِلاَّ أَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ أَسْلَمَتْ فَصَارَ مُسْلِمًا بِإِسْلاَمِ أُمِّهِ‏.‏ قَالَ الْبُخَارِىُّ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَ أُمِّهِ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَ أَبِيهِ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِىِّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى يَزِيدَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ أَنَا وَأُمِّى مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ كَانَتْ أُمِّى مِنَ النِّسَاءِ وَأَنَا مِنَ الْوِلْدَانِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُفْيَانَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في هَذِه الآيَةِ ‏(‏إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةَ وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً‏)‏ قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَنَا وَأُمِّى مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى النُّعْمَانِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى حَكِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ الدِّيلِىِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ الإِسْلاَمُ يَزِيدُ وَلاَ يَنْقُصُ‏.‏

وَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ أَنَّ رَجُلاً حَدَّثَهُ‏:‏ أَنَّ مُعَاذًا قَالَ فَذَكَرَهُ كَذَلِكَ مَرْفُوعًا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ‏.‏

وَإِنَّمَا أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ حُكْمَ الإِسْلاَمِ يُغَلَّبُ وَمِنْ تَغْلِيبِهِ أَنْ يُحْكَمَ لِلْوَلَدِ بِالإِسْلاَمِ بِإِسْلاَمِ أَحَدِ أَبَوَيْهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُبَانَةَ الشَّاهِدُ بِهَمَذَانَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُوَيْهِ النَّسَوِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا شَبَابُ بْنُ خَيَّاطٍ الْعُصْفُرِىُّ حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَشْرَجٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو‏:‏ أَنَّهُ جَاءَ يَوْمَ الْفَتْحِ مَعَ أَبِى سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا هَذَا أَبُو سُفْيَانَ وَعَائِذُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هَذَا عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو سُفْيَانَ الإِسْلاَمُ أَعَزُّ مِنْ ذَلِكَ الإِسْلاَمُ يَعْلُو وَلاَ يُعْلَى‏.‏

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَالَ الْحَسَنُ وَشُرَيْحُ وَإِبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ‏:‏ إِذَا أَسْلَمَ أَحَدُهُمَا فَالْوَلَدَ مَعَ الْمُسْلِمِ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ قَالَ لاَ يُحْكَمُ بِإِسْلاَمِ الصَّبِىِّ بِنَفْسِهِ وَأَبَوَاهُ كَافِرَانِ حَتَّى يَبْلُغَ فَيَصِفَ الإِسْلاَمَ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُوسَى قَالاَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِىُّ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ الصَّبِىِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنِ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يُفِيقَ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ‏.‏ وَرُوِّينَا عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏